أخبار الموقع

*إرشادٌ موجزٌ لمُريدِي الشِّعرَ العربي..

.
       كلُّنا نعلَمُ أَنَّ موروثَ الشِّعرِ في أدبِنا العَربي يفوقُ النَّثرَ، وفضلُ الشِّعر على النَّثرِ كفضلِ الشَّمسِ على البَدرِ، وفضلُ قديمِ الشِّعرِ على الحَديثِ كفضلِ المورَثِ على الوَرِيث، فإِذا أردت يا وفَّقك اللَّهُ الإِلمامَ بالشِّعرِ القَديمِ -وأَعني بالقديمِ- ما كانَ في العُصورِ الثلاثةِ (الجاهلي، الإسلامي، العباسي)، فسأذكرُ الشعراءَ الذينَ وقعَ عليهم الإتفاقُ ومالَت إليهم النُّفوسُ، فلا يُرفَعُ أحدٌ إلى طبقتِهم، فإِن لم تكُن ذا باع، وأردتَ الاطِّلاع، فلا تتجاوزهم ولا تغفل عنهم.

العصر الجاهلي:
عليك بامرئ القيسِ، وزهيرِ بن أَبي سُلمى، والنابغةِ الذُّبياني، وإِن كان لا بُدَّ من رابعٍ فالأَعشى، فقد قال صاحبُ العمدةِ "ليس بعد امرئ القيس من المكانة في نفوس الناس ما للنابغة وزهير والأعشى".

العصر الإسلامي:
إِذا أردت الحُبَّ العُذري فعليك بقيسِ بن المُلوح (مجنون ليلى)، ثم قيسِ بن ذريحٍ (مجنون لبنى)، ثم جَميلِ بثينة، وكُثيِّرِ عزة.
أَما إذا أردت التَّشبيبَ واللَّهوَ والغَزلَ فعليك بعُمرَ بن أَبي ربيعة، فهو رائدُ هذا الباب بلا منازعٍ بعرفانِ أهلِ عصرِه من نقادٍ وشعراء.
‏وإذا أردت أغراضَ الشِّعرِ الأُخرى والشِّعرَ مطلقًا، فعليك بالفُحولِ الثلاثةِ  (جرير، والفرزدق، والأخطل)، فقد قالَ أَربابُ الأَدبِ "اتفق الناسُ أَنَّ شعراءَ الإسلامِ ثلاثةٌ، جرير، والفرزدق والأَخطل".

العصر العباسي:
‏شعراءُ هذا العصرِ كُثر وعليك بثمانية وهم على طبقاتٍ..
ففي صدارةِ الطَّبقةِ الأُولى بشار بن بُردٍ، فلا يُنافِسُه إلا أبو نؤاس، وإِن كانَ ابن بُرد قد سبقَ أبا نؤاس، لكن بحكمِ النُّقادِ لا يُعارَضُ أحدُهما إِلا بالآخر، أَما من حيثُ الزَّمنِ فيكونُ أبو نؤاس في الطبقة الثانية ومعهُ مسلم بن الوليد (صريع الغواني).
‏أما في الثالثة فعليك بأَبي تمام، والبُحتري، وابن الرُّومي، وابن المُعتَز.
وأما في الأخيرة فعليك بأبي الطَّيبِ (المُتنبي)، وليسَ معهُ أَحدٌ في طبقتِه، قال صاحبُ العُمدة "ولولا قَرابَةُ أَبي فراسٍ من سيفِ الدَّولَة لأَخملَهُ المُتنبي فيمَن أخملَ"، فقد أخمَلَ أبو الطيب كلَّ شعراءِ طبقتِهِ.  

وفي الختام عليك بهؤلاء الشعراء، فإن كنتَ مُقتصِرًا فاقتصِر عليهم، وإن كُنتَ منشغِلًا فلا تنشَغِل عنهم. اه‍.
.
#كشاجم_مرتضى_فيلي
#murtadhafaili