كَم لَيلَةٍ عَانَقتُ طَيفَ خَيَالِهَا
نِلتُ الغَرامَ بِهَا وَنِلتُ الكَوثَرَا
لَو كَانَ مَعنَى الحُبِّ شَخصًا ظَاهِرًا
لَم تَلقَ خَلقًا مِنهُ أَجمَلَ مَنظَرَا
فإِذَا وَدَدتَ وَدَدتَ لَا عَن رِفعَةٍ
لَكِن إِلَى مَعنى بِذَاكَ مُجَوهَرَا
إِيَّاكَ مِن شَوقِ المُحبِّ فَإِنَّهُ
كَالجَمرِ صَيَّرَهُ اللَّهِيبُ مُسَعَّرَا
والطَّوعَ فِي وَصلِ الحَبِيبِ ومَن يَحِدْ
كَانَ الهَلَاكُ بِه أَصَحَّ وأَجدَرَا
يَا أَيُّهَا البَدرُ الَّذِي صَفَحَاتُهُ
فِي كُلِّ آوِنَةٍ تُجَمِّلُ أَعصُرَا
يَا مَن بِهَا رُوحِي الكَلِيلَةُ أَبصَرَتْ
وَاللَّيلُ لَولَا البَدرُ لَم يَكُ مُبصِرَا
يَا حَادِيَ الأَضعَانِ قِف بِي وَهلَةً
أَوهَى الجَوَى فَتمَهَّلَا بِي تُؤجَرَا
فَالرُّوحُ تَألَفُ حَيثُ كَانَ حَبيِبُهَا
حَتَى إِذَا ظَلَّت مُدَانِيَةَ الثَّرَى
طُبِعَ الفُؤَادُ عَلَى هَوَاكِ فَقَد بَدَا
يُوفِي سَرَائِرَهُ إِلَيكِ المُضمَرَا
.
#كشاجم_مرتضى_فيلي
@murtadhafaili