قَالَتْ لَنَا الضَّادُ قَوْلًا بَاتَ يُضْنِيْنَا
فِي جَمْعِ شَمْلٍ فَخَانَتْنَا نَوَادِيْنَا
لَمْ يَبْقَ مِنْ أَهْلِنَا حَامٍ فَيَحْمِيْنَا
(أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْلًا مِنْ تَدَانِيْنَا
وَنَابَ عَنْ طِيْبِ لُقْيَانَا تَجَافِيْنَا)
تَقُولُ وَاللَّحْنُ ظِلٌّ لَا يُبَارِحُنَا
وَصَاحِبُ القَوْلِ بِالإِلحَانِ جَارِحُنَا
يَا مَن دَجَتْ فِي تَجَافِيْهِم مَصَابِحُنَا
(أَلَّا وَقَد حَانَ صُبْحُ البَيْنِ صَبَّحَنَا
حَيْنٌ فَقَامَ بِنَا لِلْحَيْنِ نَاعِيْنَا)
قَصَائدٌ مَع تَرَانِيمِ الهَوَى نُظِمَتْ
وَحُجَّةٌ طَالَمَا بِالصِّدْقِ قَدْ ثَبَتَتْ
شَوْقٌ قَدِيْمٌ بِهِ أَرْوَاحُنَا ائتَلَفَتْ
(حَالَتْ لِبُعْدِكُمُ أَيَّامُنَا فَغَدَتْ
سُوْدًا وَكَانَتْ بِكُمْ بِيْضًا لَيَالِيْنَا)
قَدْ خَانَتْ الضَّادَ أَقْوَامٌ لَهَا وَضَعُوا
مِنْ بَعْدِمَا أُشْرِبُوْ مِنْ كَأْسِهَا وَسَعُوا
فِيْ هَدْمِهَا وَإِلَى تَفْرِيْقِنَا شَرَعُوا
(غِيْظَ العِدَى مِنْ تَسَاقِينَا الهَوَى فَدَعُوا
بِأَنْ نَغَصَّ، فَقَالَ الدَّهْرُ: آمِيْنَا)
لَهْفِي عَلَى زَمَنٍ وَالذِّكْرُ حَارِسُنَا
وَالشِّعْرُ مُؤْنِسُنَا فَغَاظَ مُبْلِسَنَا
وَمَا لَظَى حِقدُهُ إِلَّا بِمَجْلِسِنَا
(فَانْحَلَّ مَا كَانَ مَعْقُودًا بَأَنْفُسِنَا
وَانْبَتَّ مَا كَانَ مَوصُوْلًا بَأَيْدِيْنَا)
طَبْعُ النُّفُوْسِ تَرِقُّ إِنْ بِكِ نَهِلَتْ
إِنَّ النُّفُوسَ إِذَا جَافَتْكِ قَدْ شَقِيَتْ
أَقُوْلُ وَالدَّمْعُ يَحْكِيْ مُهْجَةً وَلِهَتْ
(عَلَيْكِ مِنَّا سَلَامُ اللهِ مَا بَقِيَتْ
صَبَابَةٌ مِنْكِ نُخْفِيْهَا وَتُخْفِيْنَا)
#مرتضى_فيلي_كشاجم
