.
(المقدمة)
الحَمدُ للِّهِ وحدَهُ على ما علَّمَ من بيانٍ وألهَمَ من تبيانٍ ما لاحَ بدرٌ للعَيانِ، أَحمدُه علَى فَواضِلِ النَّعمَاءِ وتَتابعِ الآلاءِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على مَن لا نَبي بعدَه ذُو الخُلقِ المَليحِ والعِلمِ المَنيحِ، والطَّودِ والتَّسبِيحِ، وآلهِ الطَّاهِرينَ، الغُرِّ المَيَامِينَ، صِراطِ رَبِّ العَالمِينَ حفظَة دينِهِ وحَمَلَة كِتَابهِ، وسلَّمَ تسلِيمًا وبَعدُ :
قد جَرَى في خَاطِرِي مِن غَيرِ رأي نَادِمٍ أَو آمِري، أَنْ أَجمَعَ أَلفاظَ اللغةِ الصَّالِحةِ للقَافيةِ في كتَابٍ مسبوكٍ على أَبواب، مُرتبًا إِيَّاها تَبعًا لأَواخِرها، أَخرجتُها في ثلاثينَ بابًا على حدِّ حروفِ الهجاء، وفي ثنايا كلِّ بابٍ تسع وعشرُونَ فَصلًا، وقَد جَعلتُ ترتِيبَ الأَبوابِ علَى أَساسِ الحرفِ الأَخيرِ مِن الكَلِمَات، والحَرفُ الذي يسبِقُه فصلًا، وأخرجتُ فصلَ الأَلفِ مِن بابِ الهَمزةِ على فُروعٍ تَسهيلًا للبَحثِ، فجَميعُ الأَقسامِ أَبوابٌ تنقسِمُ إِلى فصولٍ إلا بابَ الهمزَةِ فإِنَّهُ ينقسمُ إِلَى فُصولٍ وفُروعٍ في فصلِ الأَلف، وأَسبقتُ ذلكَ بمقدمةٍ موجزةٍ في بيانِ علمِ القافيةِ، نافعًا بذَلكَ الكُتَّاب من أَهلِ الآداب، ولَم أجرِ في كتابِي هَذا علَى ما جَرَى عَليهِ صَاحبُ اللِّسانِ وصَاحبُ التَّاجِ بترتيبِ كتابَيهِما على جَعلِ الحَرفِ الأَخيرِ بابًا والحَرفِ الأَولِ من الكَلمةِ فَصلًا، بَل جعلتُ البابَ آخِرَ الكلمةِ، والفصلَ ما قبلَ الآخِرِ، والعِّلةُ فِي ذلكَ أَنَّ الكتابَينِ المَذكورَينِ يُعنيانِ باللُّغةِ وحيثُ أنَّ ٱهتمامَ الشَّاعِرِ يكونُ بآخِرِ الكَلمةِ (القافية) وما قبلَهُ، لِذا ٱخترتُ التَّرتيبَ المَذكور ليكون أيسَر على مَن أَرَادَ نَظمَ الشِّعرِ فَتَأَمَّل.
وكَانت مَصادري في كتابتِهِ مِن الكُتُبِ الثَّلاثَةِ الَّتي علَيهَا المَدارُ (العين واللِّسان والتاج)، فمَا بينَ يَديكَ يا أَعزَّكَ اللَّهُ كتابٌ مَا صنَّفَت يراعَةُ أَحَدٍ من قَبلِه علَى شَاكلَتِهِ، فكانَ الأَولَ في نوعِهِ ،الأَسبقَ فِي وضعِهِ، والَّذي دَعانِي إِلى تَأليفِهِ، هو أَنَّني رأَيتُ حاجةً عندَ من ٱهتمَّ بنظمِ ٱلشِّعرِ فيَسَّرتُ عليهِ بفضلِ اللَّهِ تعالى ومَنِّهِ اختيارَ قوافِيهِ، لَذا أَسميتُهُ (المعجم الشافي لكاتب القوافي) وإِنِّي لأَرجو أَلَّا أَكونَ قَد قصَّرتُ في هَذا السَّبيل الذي ورَدتُه، والهَدَف الذي أَردتُه، فتَجنَّبتُ الإِيجازَ المُخل والإِطنابَ المُمِل، سائلًا العَليَّ القَدير أَن ينفعَ بهِ أَهلَ الشِّعرِ والأَدبِ وعلَى اللَّهِ أَعتمِدُ وبه أَعتضِدُ، عليهِ توكَّلتُ، هو نِعمَ المُعين.
.
(خاتمة المعجم)
بِحَمدِهِ ذَا مُعجَمِي أَتمَمتُهُ
صَنَّفتُهُ رَتَّبتُهُ وَضَعتُهُ
وإِنَّنِي سمَّيتُهُ بٱلشَّافِي
ونَافِعٌ لِكَاتِبِ القَوَافِي
جَمَعتُهُ مِن مُعجَمَاتٍ كُثُرِ
كَٱلتَّاجِ وٱللِّسَانِ ذَاتِ ٱلدُّرَرِ
وقَد جَعَلتُ ٱلبَابَ حَرفًا آخِرَا
يَسبِقُهُ حَرفٌ بفَصِلٍ قُدِّرَا
فَمَثلًا الرَّاءُ بَابَ كَوثَرِ
والثَّاء فَصلًا هَكَذَا فلتَنظُرِ
فلَم أَجِد مِمَّا وضَعتُ بُدَّا
وقَد شَرَعتُ فِيهِ مُستَمدَّا
باللَّهِ أَرجُو أَنْ يكُونَ نَاجِعَا
لزُمرَةِ الآدَابِ نِعمَ نَافِعَا
ففِي مُحَرَّمٍ إِحدَى وَأَربَعينَا
وأَربَعَ عَشرَة مِن ٱلمِئِينَا
أَتمَمتُ ما أُتيحَ لِي أَنْ أُنشِئَه
صَفحَاتُهُ قَد جَاوَزَتْ خَمسَ مِئَه
وأَسأَلُ النَّفعَ بهِ علَى الدَّوَامِ
مِن رَبِّنَا بحقِّ سَيِّدِ الأَنَامِ
.
*تمَّ وبالحُسنِ عمَّ، والحَمدُ للَّهِ ربِّ العالَمِينَ، على يدِ (كشاجم مرتضى بن سالم العبداللهي الفيلي).
-شرعت في كتابته ٢٠١٨/١١/٢٩ م، المصادف يوم الخميس، الموافق ١٤٤٠/ربيع الأول/٢٠ هـ.
-فرغت منه ٢٠١٩/٩/٢٣ م، المصادف يوم الإثنين، الموافق ١٤٤١/محرم الحرام/٢٣ هـ.
@murtadhafaili