البحث في المدوِّنة

2019/06/22

*تجشم من بالطيف

.

تَجشَمَّ مَن بالطَّيفِ باتَ مُتيَّمَا
فكَم هدَّ مِن خَلقٍ وأنطَقَ أَبكَمَا

ومَن نَالَ زُلفى للوصَالِ فإِنَّمَا
تَرونَقَ فِيهِ عَيشُهُ وتَنظَّمَا

لآلِي غرامٍ أخجَلَتْ بنظَامِهَا
لآلِي ضِياءٍ هُمنَ فِي أُفقِ السَّمَا

حُرُوفٌ بِها جَادَ النظامُ معانيًا
وجَمَّ بِها رَسمُ المَغَانِي وقَد نَمَا

فإِنْ يَكُ هَجرُ القلبِ أمسَى مُحَللًّا
لدَيهِم، فَمَن سَوَّى الوصَالَ مُحرَّمَا

وصِرتُ عَلَى مَا بانَ فيَّ مُطَاوعًا
تمرُّدَ يومٍ قد بغَى وتَجرَّما

على إنَّها الأيامُ إن شئتَ نعتَهَا
لعمري رأيتَ الغمَّ فيها مُجسَّمَا

مُحاطٌ بأشتاتِ الرَّزايا وعَونِها
وويلٌ إذا كانَ الغيابُ محكَّمَا

رَضِيتُ بلَمحِهِمْ، وإنِّي لأَكتَفِي
وإنَّ ٱحمِرَارَ العَينِ أجدَى مِن العَمَى

ومَن قَصُرَ المَسعَى، سَعَى في قصُورِهَا
ومَن ضَلَّ عَن مَاءٍ بِتِيهٍ تَيَمَّمَا

فلا يرقَى للعَلياءِ مَن باتَ خَاملًا
وذُو الدَّأبِ يَلقَى الرِّفعَ فَردًا وتَوأَمَا

ألا أيّها الخلانِ قِدمًا عليكُمُ
إلى القَصدِ في هَذا الوصالِ تَقدُّمَا

فيُرتقُ فتقُ القَلبِ مِن بعدِ قدِّهِ
ويغدُو بهِ صرحُ الفُؤادِ مُرمَّمَا

هو القلبُ في كفِّ لمُحبِّ مُقلَّبٌ
ويرضَى فلا لومٌ إذا ما تلوَّمَا

وإنِّي وإن عزَّت عليَّ مَطالِبي
لسَوفَ ألاقِي مطلَبي مُتحتِّمَا

.
@murtadhafaili