*تخميس انت العلي
.
هيهاتَ أن ينتهي نعتٌ وإن وُسِعَا
يا زاهدًا باتَ بالإقلالِ مُقتَنِعَا
فازَ المديحُ بوصفٍ فيكَ قَد جُمِعَا
أنتَ العليُّ الَّذي فوقَ العُلى رُفِعَا
ببطنِ مكةَ وسطَ البيتِ إذ وُضِعَا
. . .
أَنوارُ مولدِهِ بانَت لنَاظرِهَا
حروفُهُ قَد بدَت حقًّا عجَائِبُهَا
مثلَ النُّجومِ تَجلَّت فِي غياهِبِهَا
وأنتَ نُقطةُ باءٍ في توحُّدِهَا
بِها جمِيع الَّذي فِي الذِّكرِ قد جُمِعَا
. . .
في مَوقفٍ لَهُ فِي فَرشِ الهُدَى رَقَدَا
سلْ فيهِ شَاهِدَهُ يُنبِيكَ ما شَهدَا
يا سيِّدي أنتَ أَمنٌ للَّذي رَشدَا
وأنتَ غوثٌ وغيثٌ فِي ردَى ونَدى
لِخَائفٍ ولرَاجٍ لاذَ وانتَجَعَا
. . .
قد أَصبَحَ اللُّبُّ منِّي فِي تَقَلُّبِهِ
يَرجُو النَّجَاةَ وأَرجُو نَيلَ مَطَلبِهِ
يا أعظَمَ النَّاسِ مَالِي مَن ألوذُ بِهِ
وأنتَ رُكنٌ يجيرُ المُستَجيرُ بِهِ
وأنتَ حِصنٌ لِمَن مِن دَهرِهِ فَزِعَا
. . .
يا سعدَ قلبِي إِذَا ما كانَ عاذِرهُ
فلا انقَضَت حاجةٌ لولا بوادِرهُ
هو الهزبرُ الَّذي الرَّحمَن ناصِرهُ
وبابُ خيبرَ لو كانَت مسامِرهُ
كُلّ الثَّوابتِ حتَّى القُطبِ لانقَلَعَا
. . .
فليسَ تُحرَمُ ناسٌ منكَ قَد طَلَبَتْ
وبالدُّعاءِ إِلى عَليائِكَ اتَّجَهَتْ
أمَا وقَد بَرِعتْ فِي وصفِكَم وَصَفَتْ
بارَيت شَمسَ الضُّحى في جنَّةٍ بزِغَتْ
فِي يومِ بدرٍ بُزُوغَ البَدرِ إِذ سَطَعَا
. . .
إن كُنتَ رَاضٍ بحُبٍّ فِي الحَشَا نَبَتَا
فَمَا لجفنَيكَ إن قُلتَ اصبرَا هَمَتَا
هم الَّذي حَرَّكَوا فِي الأُفقِ مَا ثَبَتَا
للَّهِ درُّ فتَى الفِتيَانِ منكَ فَتَى
ضَرعَ الفَواطِمِ فِي مَهدِ الهُدَى رَضَعَا
. . .
عايِنْ مُفَصَّلَ معنَاهُ ومُجمَلهُ
تجِدهُ أَفضَلَ مأمُولٍ وأَكمَلهُ
فِي كُلِّ حالٍ وللتَّبشِيرِ أَهَّلَهُ
أَخَاكَ مَن عَزَّ قَدرًا أَن يكونَ لَهُ
أَخًا سِواكَ إِذا دَاعِي الإِخَاءِ دَعَا
. . .
الرُّوحُ قَد أصبحَت للشَّوقِ مُظهِرةً
وفِي لظَى الشَّوقِ للآفَاقِ مُسْعِرةً
لحقِّ آيَاتِكَم بالذِّكرِ ظاهِرةً
سَمَّتكَ أُمُكُ بنتُ اللَيثِ حَيدَرَةً
أكرِمْ بلبوَةٍ ليثٍ أنجَبَت سَبُعَا
. . .
أنتَ الوَلِي الَّذي فُزنَا بطَلعَتِهِ
لمَّا دعَى الحقُّ داعِينَا لطَاعَتِهِ
أكرمْ بخَيرِ شَفيعٍ فِي جماعَتهِ
لكَ الكِساءُ معَ الهادِي وبضعَتِهِ
وقُرَّتي ناظريهِ ابنَيكَ قَد جَمَعَا
. . .
فأَصبحَ الذِّكرُ فِي الدُّنيا ملازِمَهمْ
والرِفع في حومةِ التأريخِ خادِمهمْ
هم الوُلاةُ فسَلْ عَنهُمْ تُوالِيَهُمْ
لئِن تَوجَّعَ في يومِ الطُفوفِ لَهُمْ
فمَا سِوى اللَّهِ، واللَّه اشتَكى الوَجَعَا
. . .
لكَ الحُروفُ الَّتى صيغَت لتوعِظَنَا
ومِن عُيونِ الهُدى والحَقِّ تُنهلُنَا
طوبَى لنا معشَرَ الإسلامِ أَنَّ لَنَا
نهجَ البَلاغَةِ نهجٌ عنكَ بلَّغَنَا
رُشدًا بهِ اجتثَّ عِرقَ الغيِّ فانقَمَعَا
. . .
انظرْ إِلى حِلمِهِ في بدئِ صَبوَتِهِ
وانظرْ إِلى حُكمِهِ فِي أَوجِ دَولَتِهِ
كأنَّهُ وهوَ وِترٌ فِي جَلَالَتِهِ
عُذرًا لقَد ضِقتُ ذَرعًا عَن إحَاطَتِهِ
وكُلَّمَا ضِقتُ عِن تَحدِيدِهِ اتَّسَعَا
. . .
كتبت في يوم ١٣ رجب ١٤٣٩ هـ .
.
@murtadhafaili